هبة
اول طفلة لعبد الرحمن وفاطمة .. جميلة جداً
ترعرعت ودرست في احدى القرى .. كبرت هبة وازدات جمالا .. واصبح لديها 3 اخوات و5 اخوان
كانت تتمنى هبة دخول الجامعة .. درست جيداً واحرزت نسبة عالية في امتحان الشهادة .. وسرعان ما غمر الحزن قلبها .. لانها كانت تعلم ان حالة استرتها المادية لاتسمح لها بالدراسة .. خالها عمر لم يعجبه حال هبة اذا انها احرزت نسبة عالية جدا فقرر ان يصرف عليها حتى تكمل دراستها .. وهكذا عادت البسمة من جديد لوجهها .. وهكذا درست في الجامعة قسم التمريض في قسم غسيل الكلى ..
في تلك الاثناء ازدات حالة الاسرة سوءاً من الناحية المادية .. اذا ان الاب اصبح اعمى واصيب بعدها بحالة نفسية تعاوده من فترة الى اخرى
والام لا تملك أي وسيلة لكي تجلب الرزق ..
قام احمد الذي يصغر هبة ببضعة اعوام بالتخلي عن مدرستة ليعمل باليومية حتى
يجلب ما يكفي اليوم فقط !!
وبعدها قام الاخوان حسن وحسين اللذان يصغران احمد بالعمل. . نظرا لان ما يجلبة احمد يكفي فقط للاكل والشرب .. فقد كان الاب في حاجة ماسة للعلاج لهذا خرج الاخوان بالعمل ولكنهما لم يتركا المدرسة كما فعل احمد بل كانا يذهبان للمدرسة في الصباح وفي المساء يعملان ببيع المياة البارده في السوق ..
واستمرو على هذا الحال حتى تخرجت هبة من الجامعة .. وتم تعينيها في افضل المسشفيات نظرا لمستواها العالي ..
واصبحت هي المعيل الاكبر للاسرة .. عند نهاية كل شهر ومع استلام الراتب تاتي هبة عائدة الى اسرتها .. وتعطي المال باكمله لابيها وتقول :
ابوي اصرف على البيت .. انت المسؤول
كانت هبة تعلم انا ابيها اصيب بحالة نفسية لانه يعلم انه كان المعيل الوحيد لاسرته واصبح الان عاجز حتى عن رؤية ابنائه .. فقط يسمع اصواتهم .. ويتقطع من الالم
وكانت كثيرا ماتجالس اخوتها ..وتتحدث معهم كاشخاص كبار.. فقد كانت اعمارهم مابين الخامسة عشرا واقل وتحدثهم عن التعليم وكيف انه يفيد الانسان فكانت تقول :
الواحد لو ما أتعلم بضيع في الدنيا دي .. في الزمن دا الشهاده هي البتنفعكم .. شوفوني انا هسى لو انا ماقريت الكان بصرف علينا منو ؟؟ والكان البشتري لينا الحاجات العايزنها منو ؟؟ ابونا عيان ومابقدر يشتغل .. وامنا ما بيدها حاجة
عشان كده انا حاشتغل لحدي ما اقريكم كلكم لحدي خالد الصغير .. لازم نرفع راس اهلنا فوق .. ماعشان ماعندنا القروش ماحنقدر نعمل حاجة
لا
بنعمل وبنعمل كتير كمان
بس يكون عندنا هدف وعزيمة واي شي بتحقق ان شاء الله ..
لله درك ياهبة
ما اجملك من فتاة
اكملت هبة الخامس والعشرون من عمرها .. وازدات جمالا اكثر من ذي قبل .. ورغم الالم الذي تعيشه الا ان الابتسامة لم تغادر وجهها قط ..
لايوجد شاب سمع عن هبة وعن ماتملكه من اخلاق الا وتقدم لخطبتها ..اتى اليها اغنى الرجال .. ورجال ارتقو بالعلم اعلى الدرجات ..ولكن هي كانت ترفض بشده ..
بحجة انه ليس هذا هو النصيب ..
هذا ماكنت تخبر به ابيها ..
ولكن هبة كانت تخفي سبب رفضها لاي شاب تقدم لها
سوسن صديقة هبة المقربة .. سالتها في احدى الايام :
انتي ياهبة ماكفاك بعد دا الشقاوة دي حدها متين ؟!!
شوفي عمرك بعد دا قرب التلاتين وانتي لسه ما اتزوجتي .. انتي بس شغالة ترفضي في احسن العرسان ليه كده؟
ردت هبة قائلة والالم يحتويها :
انا مابقدر اعرس كما وقفت اخواني واخواتي على رجليهم .. اخواني لسه صغار .. والحياة قدامهم طويلة .. ومافي معيل يعيلهم ولا زول يرعاهم ..
قاطعتها سوسن :
كيف تقولي كلام زي دا .. امك وابوك عايشين وان شاء الله مابتجيهم عوجة
ردت هبة : الله يخليهم لي يارب
لكين ياسوسن امي يادوب تمسك اخواني الصغار ويادوب مع الشقاوة وبعدين امي مرة كبيره بي يدها شنو .. لا بتجيب قروش ولا عندها حيلة ياها شغلة البيت .. وكان على ابوي الله يديهو العافية وطولة العمر مابيدو أي شي .. اهو قاعد في السرير لا بشوف زول ولا بقدر يعمل أي شي وهدي نفسياتو تعبانه الله يرفع عنو يارب
اخذت هبة نفسيا عميقا .. واكملت حديثها قائلة :
الله كريم .. وانا ضحيت بعمري وبشبابي عشان اهلي مايحتاجو لي زول.. وعشان اخواني ما يشوفو الشي في يد غيرهم ويتحسرو .. وان شاء الله مايحتاجو لي زول ..وان شاء الله حقي عند الله مابضيع ..
استمرت هبة في عملها وتصرف على اسرتها الا ان
قامت بتسفير احمد الى دول الخليج .. وادخلت اخواتها الجامعة .. كانت نهى في قسم التمريض .. وكانت منى في قسم الجغرافيا .. وكانت نوال في قسم هندسة الطيران ..
لله درك ياهبة
لله درك
فعلتي مايصعب فعله بعض الرجال..
قاومتي كل الصعاب
لم تطلبي من الدنيا الكثير
تجاهلتي نفسك ومتطلباتك ..
كانت اسرتك هي كل مايهمك
لله درك من امراءة
في الزمن الصعب دا مافي انسان بضحي تضحية زي دي
في الزمن دا بس في يا نفسي عايزه شنو
اللهم ارزقنا الضمير الحي
واللهم عفوك ورضاك والجنة
" قصة واقعية "
المصدر:
http://www.anasudani.net/fourm/showthread.php?t=53320baha elamin
share with us